عصف البرد بأستار السماء، وأرسل النسمات الباردة الهادئة من خلفي لتتسلل بهدوء وتقرص وجنتي الشاحبة، فلطالما اختبأت عنها بين جدران غرفتي وهي تظل حائمة وراء النافذة الموصدة وتخدعني بلمستها الحانية وهبوبها الساكن اللطيف لأفتح النافذة العنيدة وادعها تتراقص حولي بين الجدران الجامدة.. وأخذت تدور حولي وتلثمني بسكون، فدار في نفسي سؤال.. متى وصلت هذه النسمات الشتائية لأرضي؟ أظنه حل الشتاء وجمد الأشياء وانتشر البرد كالداء، والأبواب الموصدة والبيوت الدافئة دواء..
أظافري ازرقت وشفتاي تجمدت وعيناي تأثرت بالنسيم البارد فرقرت دمعها الساخن الذي سرعان ما جمد فوق وجنتي المصفرة الباردة، فأخذت جرعة من الهواء المجمد الصافي وجريت للداخل مسرعة فودعت الوردة البنفسجية الصغيرة والزهرة الحمراء الذابلة وودعت طير السماء الحزين والفراشة الباكية الهزيلة..
ودعتهم وداعا مرا فلربما لا أخرج مرة أخرى لأرى أحوالهم فهذا الجو يمنعني من الإلتقاء بهم ثانية.. اختبأت تحت الغطاء محاولة استرجاع ما سلب مني من دفء واعتصرت ذكريات الشتاء الماضي.. ياله من شتاء مر سريعا ولن يعود في حينا الهاديء هذا.. ولكن بشيء من المرار حاولت الابتسام للنسمة الوردية في الخارج.. وأرحب بفصلها القادم.. ياله من فصل.. كلما حاولنا الدفء فيه زاد من برودته..
12/01/2002
Wednesday, 28 January 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
So sweet baby, rather freezing :)
ReplyDeleteI want to sense warmth in your blog, as i sense it in your smile :)
thank you :)
ReplyDeletewell its kind of cold weather now so bear with me ;)